الثانية ..




وتبدأ أحداث القصة حينما كان سنوحي برفقة الأمير ولي العهد سنوسرت الأول مع عدد آخر من الأمراء من إخوة سنوسرت في حملة عسكرية أرسلها الملك أمنمحات الأول والد سنوسرت إلى الصحراء الليبية الشمالية الغربية للحرب ضد قبائل التحنو في ليبيا ؛ حيث فوجئ الجميع وهم على الحدود الغربية لمصر أثناء عودتهم منتصرين ومعهم الغنائم بمجيء رسل من القصر الملكي تخبرهم بموت الفرعون أمنمحات .. وقد أخفى الأمير سنوسرت عن جيشه نبأ وفاة والده ، ولكن جاء رسول خاص لأحد أبناء الملك الآخرين من الذين كانوا في الحملة العسكرية ، ويبدو أن هذا الأمير كان طامعا في العرش دون أخيه سنوسرت ولي العهد ، حيث أن سنوحي سمع لغطا فهم منه وجود أخذ ورد بين الأمراء ، وهنا أيقن سنوحي بأن صراعا سيدب بين الأمراء على تولي العرش لا يدري كيف سيكون موقفه منه ، وخاف أن يجرفه هذا الصراع وتطحنه رحى المعارك ، وفي نفس الوقت كان مخلصا للقصر ولمصر فعز عليه أن تصير الأمور إلى ما اعتقد فيه .. وآثر البعد بنفسه .. فهرب سنوحي وعبر الدلتا ، وأفلح في مغافلة حرس الحدود ؛ حيث قادته قدماه إلى رحلة طويلة شاقة وصلت به إلى سوريا لتبدأ مرحلة جديدة في حياة سنوحي استمرت سنوات طويلة ، وتخللت فترة هروبه واستقراره في سوريا ثم عودته منها الكثير من المغامرات ، سجلها سنوحي في قصته نثرا شيقا تخللته بعض الصيغ الشعرية المؤثرة ..
 
وتحكى القصة على لسان سنوحي حيث يقول : 

".. العام الثلاثون ،الشهر الثالث من شهور فصل الفيضان، اليوم السابع .، صعد في أفقه (أي مات) الصقر ملك مصر العليا والسفلى سحتب ايب رع (وهو اسم التتويج للملك أمنمحات الأول) ،طار إلى السماوات العلى ،ولحق بالكوكب ، والتحم جسده مع الإله .."

ويستمر سنوحي في وصف حالة الحزن على موت الفرعون : 

".. وخيم الوجوم على العاصمه ، وأغلقت بوابات القصر الكبيرة ، وامتلأت القلوب بالحزن ، وجلس رجال البلاط وقد وضعوا رؤوسهم فوق ركبهم ، وحزن النبلاء ، وولول العوام .. وكان الملك قد أرسل جيشا إلى بلاد التحنو (في ليبيا) وكان على رأسه ولي العهد الطيب سنوسرت الذي أرسل ليضرب البلاد الأجنبية ويؤدب أولئك الذين يعيشون بين التحنو ، وكان إذ ذاك يحمل أسرى التحنو وجميع أنواع الحيوانات التي لا حصر لعددها . وأرسل رجال البلاط رسلا إلى الحدود الغربية ليخطروا ابن الملك بما حدث في القصر ، وقد قابله الرسل في الطريق عند حلول المساء .. لم يتلكأ لحظة واحدة ، طار الصقر ومعه اتباعه ، ولم يذع الخبر بين جيشه ، ومع ذلك فقد وصلت رسالة إلى أبناء الملك الذين كانوا معه في ذلك الجيش ، واستدعى أحدهم ، ونظرا لأني كنت قريبا فقد سمعت صوته عندما تكلم بعيدا عن الجميع ، فهلع قلبي وتدلى مني الذراعان ، وأصابت القشعريرة كل أعضاء جسدي ، فأخذت أعدو لأجد مخبأ ، ووضعت نفسي بين شجرتين حتى أبعد نفسي عمن يكون سائرا في الطريق "..

ويصف سنوحي طريقة هربه من مصر فيقول :

".. واتجهت جنوبا ، ولكن لم يكن في نيتي الوصول إلى القصر ؛ لأني ظننت أن النزاع سيبدأ ، ولم أكن أعتقد أني قادر على الحياة بعد كل هذا . وعبرت (ماتي) على مقربة من الجميزة (مكان غير معروف يظن البعض أنه بحيرة مريوط) ، ووقفت عند جزيرة سنفرو (يرجح أنه مكان في الدلتا) ، وقضيت اليوم هناك عند حافة الأرض المزروعة ، واستأنفت سيري عندما أصبح الصباح . وقابلت رجلا كان في طريقي فحياني وهو خائف بينما كنت أنا الخائف منه ، وعندما حل العشاء اقتربت من مدينة (نجاو) (وهي مدينة غير معروفة لكن من سياق الكلام ربما تكون عند رأس الدلتا) ، وعبرت النيل في قارب لا دفة له بفضل الريح الذي كان يهب من الغرب ، ثم مررت إلى الشرق من محجر سيدة الجبل الأحمر (مازال اسم هذا المحجر مستعملا حتى الآن ،وهو على مقربة من العباسية في القاهرة ، أما سيدة الجبل الأحمر فكانت الإلهة حتحور) ، ثم اتجهت نحو الشمال ووصلت إلى جدار الأمير الذي شُيِّد لصد البدو وسحق ساكني الرمال (جدار الأمير اسم لحصن أقامه أمنمحات الأول على حدود مصر الشرقية عند مدخل وادي الطميلات) ، وكورت نفسي بين الحشائش خوفا من أن يراني الحارس الذي كان مكلفا بالمراقبة في ذلك اليوم . واستأنفت السير عندما جاء الليل . وفي فجر اليوم التالي وصلت إلى (بتني) ، وعندما وقفت في جزيرة (كم ور) (إحدى البحيرات في منطقة برزخ السويس) وقعت فريسة العطش فاكتويت بناره ، وجف حلقي وقلت لنفسي هذا هو طعم الموت "..


 
هنا تتجلى العناية الإلهية وعلاقات سنوحي وسمعته الطيبة لتنقذه من الهلاك حيث يقول : 

".. ولكن قلبي انتعش وجمعت أعضاء جسدي عندما سمعت خوار الماشية ، ورأيت بعض البدو ، وعرفني شيخ من بينهم كان قد زار مصر ، فأعطاني ماء وطبخ لي لبنا ، وذهبت معه إلى قبيلته فأحسنوا معاملتي "..

ويستمر سنوحي في قص مغامراته وما لاقاه ؛ فيذكر أن بلدا أسلمه إلى بلد آخر حتى وصل إلى جبيل (جبيل أو ببلوس شمال بيروت على شاطيء البحر المتوسط) . ثم غادرها إلى بلد آخر اسمه (كومي) حيث أمضى ستة أشهر ، ثم اتصل به بعد ذلك الأمير عامو ننشي أمير رتنو العليا . (بلاد رتنو كان الاسم الذي يطلق على فلسطين وسوريا في ذلك الوقت) حيث أخذه أمير رتنو معه وأغراه بأنه سيجد عنده كل سبل الراحة ، وأنه سيستمع إلى لغة مصر عنده ؛ حيث كان كثير من المصريين يقيمون هناك معه ، وكان أولئك المصريون قد أخبروا الأمير بمكانة سنوحي . وقد سأل الأمير عامو ننشي سنوحي عن سبب مجيئه إلى تلك البلاد فقص عليه سنوحي حكايته كلها ؛ وهنا يقدم سنوحي نفسه للأمير بطريقة تليق به كمصري وتليق بفرعونه ؛ حيث يوضح أنه هرب لأسباب سياسية وليس لأية أسباب سواها ، وأنه رجل ذو أخلاق ومثل عليا ؛ حيث يذكر سنوحي للأمير قائلا عن نفسه : 

".. لم يضطهدني أحد ولم أسمع قولا جارحا ، ولم يذكر مناد اسمي بسوء "..

ولما سأله الأمير عن حال مصر بعد وفاة مليكها ، رد عليه سنوحي بكل اعتزاز عن ملكها الجديد ، بل وتكلم في شيء من المبالغة تليق بحبه لوطنه واعتزازه به ، وكذلك لكي يضع هيبة مليكه في نفس من يسمعه ؛ فيتكلم عن فرعونه في أسلوب شعري قائلا :

".. إن بلده يحبه أكثر مما يحب نفسه ، ويبتهج به الناس أكثر من ابتهاجهم بإلههم ، يمر به الرجال والنساء ويسعدون به .. إنه ملك قد غزا منذ أن كان في البيضة (أي قبل أن يولد) ، ومنذ ولادته أصبح الغزو هدفه ، إنه هو الذي يضاعف الذين يولدون في أيامه، إنه لا نظير له بين الملوك ، إنه هبة الآلهة . ما أسعد البلاد التي يحكمها ، إنه هو الذي يمد حدودها ، وسيهزم البلاد الجنوبية ، ولن يضنيه التفكير في البلاد الشمالية ، لأنه ولد في هذه الدنيا ليهزم البدو ، ويقضي على من يسكنون فوق الرمال "..

وفي نهاية هذه القصيدة ينصح سنوحي الأمير بأن يكتب إلي سنوسرت ، ويؤكد له ولاءه قائلا له بأن مليكه :

".. لن يتوانى عن عمل الخير لبلد يكون مواليا له .."

وقد طلب الأمير السوري من سنوحي الإقامة عنده وأنزله منزلا حسنا وأكرم وفادته ورفع من قدره فوق قدر أبنائه ، بل زوجه من كبرى بناته وأعطاه جزءا من مملكته على الحدود مملوء بالخيرات وصفه سنوحي بأوصاف جميلة :

".. كانت بلدة ً طيبة تسمى إيا ، فيها تين وعنب ، وخمرها أغزر من مائها ، وفير عسلها وزيتونها ، كل الثمر على أشجارها ، فيها شعير وقمح ، ولا حصر لأنعامها .."

وقد جعله زعيما لإحدى القبائل ، فكان ينعم بكل الخيرات التي يقدمها له اتباعه . ومرت السنون وأنجب سنوحي أولادا ، وكبر بنوه وأصبح كل واحد من أولاده زعيما لقومه . لكن ظل سنوحي على حبه لوطنه مصر ؛ فكان يستضيف جميع الرسل الذين كانوا يسافرون من وإلي مصر ، وكان يجد متعة كبيرة في استضافتهم وتقديم الطعام والعون لكل من كان في حاجة إليهما من أهل البلاد   .

وحدثت قلاقل واضطرابات في تلك البلاد من بعض قبائل الرعاة هددت سوريا ، فعينه أمير رتنو العليا قائدا لجنوده ، وقد استطاع سنوحي بما له من خبرات عسكرية أن يحقق النصر في كل حملاته التي كان يقودها ضد زعماء القبائل الذين كانوا يحدثون تلك الاضطرابات .. 

وقد رفع ذلك من مكانة سنوحي عند الأمير السوري .، وزاد من شهرته في جميع البلاد .. ولا شك أن هذه النجاحات كان من الطبيعي أن تخلق أعداء لسنوحي الرجل النبيل المحبوب ؛ حيث كان هناك في رتنو (الشام) طاغية عرف بقوته وبأسه خضع له الناس ، وقد أقسم هذا الطاغية أن ينازل سنوحي ويقتله ويستولي على كل ما يملكه ، فاستدعى أمير رتنو صديقه وصهره سنوحي وأبلغه بذلك فرد عليه سنوحي قائلا :
".. أنا لا أعرفه ، ولست من ذويه ، ولم أذهب إلى مضرب خيامه . هل فتحت يوما بابه ؟ هل هدمت سوره ؟ كلا إنه الحسد ؛ لأنه يراني أنفذ ما تطلبه .."

وهنا تطفو غربة سنوحي الدفينة على سطح مشاعره ، ولا ينسى في هذا الموقف أنه أجنبي عن البلاد ؛ فيقول عن نفسه

".. أصبحت أشبه بثور وسط قطيع غريب ، يضربه قائد العجول ويهاجمه ثور طويل القرون "..

ورغما عن ذلك فإن شجاعة سنوحي لم تفارقه ، فهو الفارس الذي تمرس على الحروب وذاق ويلاتها ؛ فقد قبل سنوحي التحدي وقال :
".. ولكن إذا كان الخصم فحلا ويبغي القتال فأنا بدوري فحل قتال ، ولست أخشى ما ينتهي إليه أمرنا .."




وقد تحدد يوم النزال . وأمضى سنوحي الليل يجهز قوسه ويجرب سهامه ، ويشحذ خنجره وأسلحته الأخرى . فلما أصبح الصبح تجمع الناس من كافة الأنحاء ، وكان الناس متعاطفين مع سنوحي لأنه كان متقدما في السن ، ومحبوبا منهم ، وكانوا يتمنون لو أن هناك شخصا آخر لينازل ذلك الطاغية السوري بدلا من سنوحي ، وفي ذلك قال سنوحي :

".. كان كل قلب يتحرق من أجلي ، وكانت النساء والرجال يتكلمون ، وكان كل قلب حزينا علىَّ ، وكانوا يقولون :
"أليس هناك رجل شجاع آخر يستطيع أن ينازل ذلك الرجل ؟" .."

وجاءت ساعة النزال ، وترقب القوم بقلوب واجفة ، فبدأ الطاغية الآسيوي في اطلاق سهامه ، لكن سنوحي بما له من مهارة تفاداها جميعا ، ثم اقترب كل منهما من الآخر وهجم الطاغية السوري على سنوحي مرة أخري ، لكن سنوحي أصابه ، حيث يقول سنوحي في ذلك :

".. وعندما اقترب كل منا من الآخر هجم علي فأصبته ، واستقر سهمي في عنقه ، فصرخ وارتمى على أنفه ، فأجهزت عليه بفأس قتاله ، وصرخت صرخة النصر ، وقد وقفت على ظهره .."

وفرح الناس لانتصار سنوحي ، وعانقه الأمير السوري عامو ننشي ، ثم استولى سنوحي على كل ما كان يملكه الطاغية ، وزادت ثروته ، وهنا لم ينس سنوحي أيام هروبه والفترة التي عانى فيها حينما كان شريدا خائفا وكيف تبدلت حاله إلى هذا الرخاء ورغد العيش حيث يقول عن نفسه في صيغة الغائب والمتكلم في وصف شعري مؤثر :

".. في يوم من الأيام فر أحد الهاربين ، ولكن صيتي الآن قد وصل إلى القصر .. وفي يوم من الأيام كان يتلكأ بسبب الجوع ، والآن أعطي الخبز لجاري .. في يوم من الأيام كان عاريا , والآن أتلألأ في الثياب البيضاء ، وفي ملابس الكتان .. في يوم من الأيام كان يسرع في السير لأنه لم يكن عنده من يرسله ، والآن لدي عدد كبير من الأرقاء .. إن بيتي جميل ، ومسكني رحب"..

ومع ذلك كله وفي وسط هذا النعيم فإن سنوحي لم ينس وطنه  مصر ؛ فيأخذه الحنين إليها .، و يتمنى من الله أن يرأف به ويعيده إليها ، فقد أصبح شيخا ويريد أن يعود ليدفن في ثراها ,ويتمنى من الله أن يعيده إلى القصر ، وسأل الله في إلحاح أن يسبغ عليه رحمته وأن يجعل ملك مصر وزوجته يعطفان عليه ؛ وفي ذلك يقول :

".. ليت جسمي يعود إلى شبابه ، فإن الشيخوخة قد أتت وحل بي الضعف ، لقد ضعفت عيناي ، وثقل ذراعاي ، وأصبح الموت قريبا مني .."

وأرسل سنوحي إلى الملك سنوسرت وزوجته يستعطفهما ويستأذنهما في العودة إلى أرض الوطن مصر  ليمتع ناظريه برؤيتها ورؤية الملك والملكة ورؤية أطفالهما ..

ويستجيب رب السماوات ؛ فيأتي رد الملك سنوسرت إلى سنوحي كمرسوم ملكي بضرورة العودة إلى بلده مصر ، وكذلك كتب إليه الأمراء الصغار أبناء الملك ، وبعث الملك بهدايا كثيرة أدخلت الفرحة على قلب سنوحي . .

وقد كان رد الملك على سنوحي بردا وسلاما على نفسه فكتبه سنوحي كاملا في قصته ، كما كتب رده كاملا على هذا المرسوم الملكي ..

لقد كتب الفرعون إلى سنوحي في مرسومه يعاتبه ، ويذكره بأنه ترك مصر واستقر في البلاد الأجنبية دون أن يقترف ذنبا ، ونفى نفسه بنفسه دونما سبب .. ويظهر من لهجة المرسوم الملكي أن سنوحي ربما كان على قرابة بالملكة نرو زوجة الملك سنوسرت ؛ حيث يؤكد له الملك أنها بخير ، وأن أبناءها لهم مراكزهم في إدارة البلاد ، وأنه سيناله خير كثير من الملكة ومنهم عندما يعود لأرض الوطن ..

"وحتى يقبل الثرى أمام البابين الكبيرين ويعيش بين أمناء القصر"...

ويستمر الفرعون :

"عُد إلى مصر حتى ترى الأرض التي نشأت فيها ، وقبل الأرض عند البوابة الثنائية العظمى والتحق بالبلاط . لقد هرمت الآن وقل نشاطك ، فتذكر الموت ويوم الدفن . سيكون لك هنا موكب مهيب في يوم دفنك ، وسيكون تابوتك من الذهب ، ورأسه من اللازورد ، ستكون السماء فوقك ، وستوضع فوق زحافة وستجرك الثيران ويسير المغنون أمامك ، وستؤدى لك رقصة أل (موو) عند باب قبرك ، وسيقرؤون لك ما تتطلبه مائدتك من قرابين ، وستذبح لك الذبائح أمام مذابحك ، وستكون أعمدة قبرك من الحجر الأبيض بين مقابر النبلاء والأبناء الملكيين ، لا ينبغي أن تموت غريبا في بلد غريب خارج وطنك ، ولن يدفنك البدو ولن يضعوك داخل جلد شاة ، ففكر فيما سيحدث لجثتك وارجع إلى مصر ، هذا ليس أوان الطواف في الأرض فعد واحذر المرض"..

وحينما قرأ سنوحي كلام الفرعون طار فرحا ونسي سنوات الرغد الطويلة التي عاشها في سوريا ، حيث يذكر أنه كتب إلى فرعونه يشكره ويبرئ نفسه قائلا :

".. هذا ابتهال خادم لمولاه ذي الإدراك ، البصير بين الناس ، عساه يقدِّر ماتهيب هذا الخادم ، إن فرار خادمك لم يخطط له ، لم يكن في ذهني ، لست أعرف ما الذي جعلني أفارق مكاني ، كان ذلك أشبه بالحلم ، لقد أحسست بإحساس رجل من أهل الدلتا وجد نفسه فجأة في الفنتين (جزيرة أسوان) ، أو كشخص من مستنقعات الشمال وجد نفسه فجأة في بلاد النوبة..  لم يكن هناك ما أخافه ، ولم يضطهدني أحد ولم أسمع قولا جارحا ، ولم يذكر مناد اسمي بسوء ، ومع ذلك اقشعر بدني وارتعدت فرائصي ، وساقني قلبي إلى حيث أراد القدر .."

ونعرف من رد سنوحي أيضا أنه أثناء إقامته في فلسطين ـ سوريا ، كون له مركزا ممتازا وأصبح كل ولد من أولاده زعيما لقومه ، كما ارتبط برباط المودة مع زعماء كثيرين .. وفي خطابه هذا يعتبر نفسه كأنما كان يحكم في تلك البلاد باسم ملك مصر ويطلب الإذن له في العودة إلى مصر ..


 


ليست هناك تعليقات: